السر الاعظم !!! اخبرنى بصدق من انت؟؟

جلست منفردا ذات مساء
وفكرت فى حالى ,, وقلت لنفسى ما هى الحكاية ؟ وما الحكمة ؟
ومن انا؟ وما مصيرى ؟
فهتف بداخلى هاتف قائلا :
انا العظيم الذى اسجد الله لأبى ملائكته ,وجعله الخليفة فى كونه .
أنا الذى أملك الارادة والعقل .
أنا الذى سخرت العلم لخدمتى فاخترعت الطائرة والمذياع والهاتف والجوال والانترنت وكثيرا من الادوات لأتواصل سريعا مع الجميع ولاقلص الزمان والمكان فلا تستهلك عمرى.
أنا الذى أرسلت سفن الفضاء وزودتها بالعيون والاذان الالكترونية لاسمع وارى ما يدور فى اعماق ذلك الكون الرهيب وانا جالس فى بيتى لا ابرحه .
أنا الذى فتت الذرة واطلق المارد من قمقمها وسخرته لخدمتى.
انا الذى غصت فى اعماق البحار والمحيطات واعماق الارض واستخرجت كنوزها .
واذا بهذا الهاتف يسكت ,فيصيح هاتف آخر اعلى من الاول :
أنا الضعيف الذى يفتك بى ميكروب تافه لا يكاد يرى من فرط صغره .
انا الحقير الذى أظلم واقتل أخى لسبب تافه وجاه زائل .
أنا الذى تأسرنى الشهوات فيطيش عقلى ويضيع تعقلى .
أنا الذى يركبنى الغرور ويأخذنى الزهو فأصادر رأى غيرى ولا أسمع الا رأيى .
أنا المسكين الذى تحيطنى اسباب الموت من كل جانب فإذا أغمضت عينى لا أكاد أصدق اننى سأستيقظ مرة أخرى .
أنا الذى يطوينى الموت فلا يتذكرنى أحد ولا يأنس بى أحد .
وبينما أنا غارق فى تلك الخواطر والهموم , نادانى صوت رحيم سمعته بكل كيانى :
عبدى .. لماذا كل هذه الحيرة والتخبط .
عبدى .. أنا الذى خلقتك وسويتك وأرسلت إليك الرسل لتهتدى إلى .
عبدى ..أحطتك بالبلايا لتلجأ إلى , لا تركن إلى شيئ سواى .
عبدى ..انا أرحم بك من الام بولدها فاسكن الى أمرى .
عبدى ..إذا ظننت أن عبادتك تزيد فى قدرى فقد جهلت قدرى .
عبدى ..خلقتك وامرتك بالعبادة لتعرفنى , فإذا عرفتنى أحببتنى , فإذا أحببتنى صرت فوق الزمان والمكان وفوق الموت .
فثابت الى روحى , وهدأت نفسى ونزلت السكينة على قلبى فسجدت لجلال ربى اعظم سجدة فى ما مضى من حياتى .